السيرك غريب وعجيب

لفظة "السيرك" تعني في اللغة اليونانية واللاتينية الحلقة أو الدائرة، وأقدم السيركات تلك التي أنشأها الرومان في ساحات دائرية تحيط بها مقاعد للمشاهدين والتي كانوا يجرون فيها سباقات المركبات ومباريات المصارعة ومشاهدة المبارزة بين إنسان وحيوان مفترس.

وأما السيرك بمفهومه الحديث أي المكان الذي يقصده الناس لمشاهدة الألعاب البهلوانية أو الألعاب التي يقوم بها السحرة وتلك التي تقوم بها الحيوانات المدربة فلم ينشأ إلا عام 1770 عندما أنشأ فيليب آستلي 1742- 1814 أول سيرك حديث في لندن.
السيرك(بالإنجليزية: circus) مجموعة من مشتركة من الفنانين الرحالة , ويتكونون من البهلوانية ، والمهرجون ، والحيوانات المدربة ، وأعمال الأرجوحة ، والموسيقيين ، النطاطين ، والذين يمشون على حبل مشدود ، والمشعوذون ، وغيرهم من الفنانين . ويكون كل هذا غالبا في خيمة كبيرة .
من وسائل الترفيه القديمة والمحببة للصغار والكبار على حد سواء.
تاريخ السيرك
يرجع تاريخ السيرك إلى عصر الرومان، حيث كانت حلبات سباقات عربات الخيول والمصارعة حتى الموت بين العبيد المصارعين (أنظر سبارتاكوس) كما كانت هناك عروض لترويض الحيوانات وكانت أحب الفقرات هي فقرة الصراع بين الإنسان والحيوان وكانت تستخدم الدببة والأسود في تلك المصارعات الدامية.
بعد ذلك تطور السيرك إلى أن أصبح على شكل العروض التي تقام في خيمة متنقلة وكانت فيها عروض المهرجين وترويض الحيوانات وكان يعرض فيها كل ما هو غريب من أقزام يؤدون ألعاب أو عرض تقدمه امرأة ملتحية وما إلى ذلك.
في العصر الحديث
تطور السيرك إلى أن أصبح عرض في مكان ثابت غير متنقل ومن أبرز أمثلة السيرك العالمي هو السيرك الروسي وسيرك دو سوليه الذي يوجد في مونتريال بكندا، حيث العروض العصرية الحديثة التي تخلو من وجود الحيوانات وإنما هي عروض للمهارة الإنسانية وفن الاضحاك في أجلى معانيه، كما يتميز بالموسيقي المميزة والأزياء وأساليب الابهار المختلفة.

لكن الحقيقة هي أن السيرك فن قائم بذاته. فن متعدد الجوانب له تاريخه الحافل، وأصالته المميزة، وكل من شاهد عروض السيرك من مقعد قريب من الحلبة لابد أن يلاحظ أن السيرك لا يقوم كبعض الاشكال الفنية الأخرى على الإيهام وإنما يقوم على المخاطر ة..
فليس فيه من مجال لإخفاء الحقيقة فهناك تتخذ الاستعدادات لكل فقرة من فقرات العرض تحت سمع الجمهور وبصره. ويرجع تاريخ السيرك كما نعرف اليوم إلى إنجلترا في القرن الثامن عشر للميلاد حيث نشأ كأثر جانبي للفروسية ثم اتسع نطاق وفيما بعد بحيث أصبح يشمل مجموعة كبيرة من التخصصات وأشكال التعبير الدرامي والغنائى وأصبح السيرك فناً عالمياً بحق نظراً لأن الفنانين من مختلف الدول أخذوا يتعلمون أحدهم عن الآخر ويشتركون في الأداء في نطاق نفس الخيمة ولكن عالمية السيرك ترجع أيضاً أو في المقام الأول إلى أنه يقوم بطبيعته على التآخي فليس في حلبة السيرك قتال إلا إذا استهدف الضحك ولا ضحايا إلا ما كان نتيجة لحادثة.
والضحك الذي هو لغة السيرك لا وطن له والأمر نفسه يصدق على كل ما تثيره عروض السيرك في نفوس المشاهدين من إعجاب وإشفاق.